http://up.arabseyes.com/uploads2013/22_06_13137186587444351.gif

..ـالْمَكْتَبَة ..ـالْعَرَبِيَّة

مَا أَعْظَمْ أَن تَكُونَ إِنْسَان .. وَالْأَعْظَمْ أَلَّا كُونَ مُجَرَّدَ إِنْسَان

القضية الجنوبية اليمنية والموقف السعودي وحقها في إعطاءها حقها


لم يعد يخفى على أكبر الكتاب السياسيين والمحللين وعامة الشعب السعودي وجود قضية تُعرف بإسم القضية الجنوبية اليمنية تلك القضية التي أصبح التنبه لها ودراستها الدراسة الفعلية والتدخل سلمياً لأجل الوصول إلى استقرار يلمسه أبناءها داخل أراضيهم بحكم القرب منها وإرتفاع منسوب القلق بها فأصبح التنبه لها داعياً أمنياً لنا كدول جوار ,ومما يؤكد الرغبة في وضعها إعلامياً وسياسياً الموضع اللائق بها هو الخوف من استغلالها نتيجة لعمق الألم بها وتعنت الحكومة اليمنية في الحوار معها سلمياً ووجود العديد من المشاكل داخل الثورة اليمنية لأن تكون تحت عرضة التدخل الإيراني فيها أو حتى البريطاني ففي التباحث الأوربي حول الحاجة إلى دراستها ما حتم وجود السؤال : كيف لنا أن نستمر نتجاهل القلق في منطقتنا الإقليمية ككتابات ونقاشات وتحركات وأن لا نجعل منها مكسباً للمنطقة العربية ككل بحكم عمق المجورة والعلاقات الإجتماعية الجيدة  بين الشعبين السعودي والجنوب يمني وبين باقي شعوب المنطقة وإننا نثق كثيراً أن ولاة أمرنا مدركون لما للحلول السليمة التي تحقق الاستقرار للقضية الجنوبية ما يؤمن حدوداً جنوبية أمنة تمتد مساحة كبيرة على طول الشريط الحدودي الجنوبي.
فإنها إن تكن القضية الجنوبية ركنا أساسيا من أركان اليمن كمشكلة سياسية واجتماعية وإقتصادية فإن حلها سينعكس لامحالة أمنياً على المنطقة ككل .. وقطع الطريق أمام التغلغل الإيراني داخل الجزيرة العربية ونساهم في جوار أكثر سلمية و( وحدة حقيقية على واقع الحياة ) بين الشمال والجنوب اليمني.
ذلك أن الخلافات لها انعكاسات مترامية تمتد إلى الناحية الإجتماعية مما يجعلنا نتنباء بمزيد من انتشار ثقافة وسلوك التضاد بين اليمنيتين ( الشعبين ) داخل أراضينا وعلى مستوى سيكون أكثر وضوحاً مع زيادة الضغط اليمني على القضية الجنوبية , وحينها سيكون المأمول واجباً والمسكوت عنه يجب طرحه .
نحن شعب ءامن ومسالم ويسعى إلى الصلح داعماً ومؤيداً حكومةً وشعباً وإننا إذا التفتنا الى القضية الجنوبية الالتفات اللائق بها لا نريد إلا أن نقدم دعماً للقضية الجنوبية كقضية بارزة ومقلقة لتأخذ حقها في التداول والطرح والحوار بحضور المؤهلين للحديث عنها من أبنائها وحلها بما يحقق رغبة الشعب نفسه بديمقراطية عصرية لا تقدس وحدة شكلية منزوعة الثقة دائمة الغليان إذ لو لم تكن الوحدة اليمنية وحدة مصابة بالخلل ماتولدت القضية الجنوبية أساساً ولانمت حتى أصبحت ثورة يومية على مدى سنين برغم إعمال شتى صنوف الطمس والتجاهل لها .. وكم نتمنى أن يكون لحكومتنا رائدة السلام وداعمة الأمن الأولى بالعالم أن يكون لها يد وفكر في إعطاء القضية الجنوبية اليمنية حقها من الحوار وما ينشاء عنه .

فِي حُضُورِكَ تَتَجَرَّدُ الْرُّوحْ




في حضورك ..تتجرّد الروح
تهجرها مؤثرات الزمن
تجتاز الحاضر
تغدو .. جدرانها كالضباب
لتتسع لأحلامك
تحفني قوافي نائمة
وعقاربٌ من الزمن المستحيل
لا تطيقها أنفاسي الصاخبات
نتبثق بأرضي جداول الجنون
فأهيم .. أبحث عن كلمات تسدُّ فراغ الكلمات
عن اسمٍ للورد لا يعرفه الجلادون
وعن تفسيرٍ للوجد الفتاك من سهام عينيك
تغادرني الروح . .
لحظة ينتهي الكلام عن الكلام
وتؤذن أجراسي بمغادرتك
فيعصف الهواء ... بأثواب الرحيل
أفرد جناحي في السماء .. أرتحل باحثةً عنك
أترك كل شيء .. كل شيء ..
الأماكن .. الرسائل .. والأقلام ..
وحكايات الزوار
لا شيء .. أحمله معي
بحثاً عن فصولٍ جديدةٍ بالكلام
لتكون بها وحدك الأمير
ووحدك الأسير
لتكون .. أنت الحكايا
وروايات السنين
وحوار الفرح بجِيِد العصور
أين أنت ..!؟
أهيم بدنيا السراب
وأرشيف ِالمطر
أزور نجوماً لا يرها الناس
بين طبقات الضوء ... والظلام
وبين خيام الغجر
أعبث بالقشة ..
جيش الحزن المهزوم

إنَّه الجنون داخلي
يعتريني ..
كلما تفقدت همسك يزمجر بقلبي
يفتك تاريخي
يفصخ كبريائي عني
يعيدني لأسطورة الحب الخالدة
لأعترف لك ..
أنك وحدك
من جعل للجاذبية قانون
أما آن لتعبر بخيلك مشارفي!
لتسكن مدناً لا تؤنسُ الزوار
ولا تبني المطارات!
ترجل عن كبرياءك
فقد اشتعلت الشوارع
تحتفل بالعائدين
لم يبقَ سوانا ..
أما آن أن تعود ..
لأعود!
لأغفو أخيراً بعد سهر الحنين!
لأعيد للورق .. سلسة الكلمات!
لأسكن بين تجاعيد القدر!..كباقي النساء!
فلم تعد وجهاً خلف الزجاج
بل وجهاً كاملاً أكثر مما أحتمل
فإلَّم تعد .. فعن كل العالم خذني
احملني بين طياتك ..
وغب بي ..

في عامٍ واحد .. توزعت على بلاد العرب مأساةُ شعبٍ واحد



يُحكى أن تاريخاً كان يُكتب في أرضٍ بعيدة .. لم يبالي بها الخلفاء والوزراء وأصحاب الشأن .. عشقها أبناء ترابها .. والشعراء
كانت تحاول في أحد نهاراتها  الجميلة أن تمتطي الحلم .. بيدَ أن سرجها لم يكن مخلصاً أميناً عليها فأوقع بها .. والقى بها تنهشها سباع الطمع .. وليوث العالم الآخر .. وتضيع بها دروبها .. فتمسي من النهش والوجع تسري بها الحمى .. ويفتك بها داء يخلفه داء .. فتغفو على الوجع وتمسي على الأنين .. ويوقظها فجر الألم ,كانت تستجدي الأمل أن يفتح لها نافذة من العصور التالية لتعبر التاريخ بسلام .. فكان الساكنون حولها يتجاهلون .. حيناً كانوا يعتذرون بأن لديهم معاناة الاستعمار وانهم مشغولون بثوراتٍ وغضب .. ثم انشغلوا بخرائطهم ... يرسمونها .. يلونونها .. يزخرفونها .. بنوا الابراج والقصور .. وقلاع أخرى خزنوا بها ما يرغبون .. وبقيت معشوقتي السمراء تتألم ويتوالى فوقها حاملوا الخناجر .. طعناً وفتكاً وسيطرة

في 1978م إعتصرتها المطامع وأطفأوا على جسدها أعقاب سجائرهم .. فحولوا أجمل مافيها إلى تشوهات ( مناطيقية ) وندوب بشعة .. وكبرت معها ندوبها ... وحولها الزمن والكشط على الجروح الى أخاديد سحيقةٍ من الوجع .

في 1986م  قُتل الالاف على طول الطريق بين الرؤساء واللقاءات واشتعلت الحرب الأهلية والثأرية فكان عام زلزال سياسي وأمني على  اليمن الجنوبية وكل ماجاورها .

في 1990م اصطدم فوق مذكراتها الفكر بالدين واشتعلت نار اليسارية والقبيلة والدين .. فشتتوا فكرها وأقحموا الجهالة بقلمها .

في 1994م لم تكن حرب وحدة بل حرب انفصال .. ونًفي القائد بطريقة التلاعب بميثاق الوحدة والضغط عليه للإنزواء وتجربة الخسران حين استنشقوا عطر الإنتصار .. وأجبروه على تسليم مركزه بوطنه .. فأُهين وجُرح مكراً وخديعة .. واختار الإعتكاف والعزلة فغدى كبيراً مكسوراً وسيداً أسيراً تغمره خيبته ..

وفي 21 مايو 1994م "أعلن من عدن ( عاصمة السمراء ) عن انفصال الجنوب وقيام "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية". كما جرى الإعلان عن تشكيل مجلس رئاسة وحكومة مؤقتة."*.. بعد وضوح الخيانة للوحدة من قبل مؤسِسيها .

في 1998م بدأ الإعلان عن تشكيل ( اللجان الشعبية )، "وكان غالبية المنضمين فيها من الاشتراكيين أو موظفي الجنوب الذين سرحوا من أعمالهم أو أحيلوا على التقاعد نتيجة الحرب، كإحتياط أمني أو كجزء من العقاب بلغ عددهم 70,000 موظفاً فُصل عن عمله من مدنيين وعسكريين !.

في 2004م انطلقت فكرة جمعيات المتقاعدين ، إلا أن الدولة لم ترخص لهم في حينه، وتعاملت معها باعتبارها نشاطا انفصاليا. فبدأ الإعلان عن هذه الجمعيات انطلاقا من الضالع ثمَّ تبعتها كل من يافع وعدن وأبين وشبوة وحضرموت. وتأسس لاحقا مجلس تنسيق أعلى لكافة الجمعيات في المحافظات الجنوبية جميعا. وشيئا فشيئا بدأت المطالب الحقوقية تنعكس في مهرجانات ومظاهرات واعتصامات وحراك إعلامي وحقوقي."*

من 1994 م وحتى 2004م "إنكمش المقهورون وغلت مطالبهم بداخلهم وانعكست عليهم أصنافٌ من تبعات تلك الحروب أمنياً وسياسياً وإجتماعياً"* .. حتى غدى الوضع وخزاً مؤلماً لاينطفئ  .. وصرير القهر يؤرق مضاجعهم.

في 2007م جائها المخاض ( اليمن الجنوبي ).. فأنجبت ألماً ونزفت حد الموت .. خرج أبنائها يصرخون ويصرخون .. ولا يزالون وهم أبناء الحراك السلمي بجنوب اليمن .

"خرجوا متهمين الإشتراكية بسرقة وطنهم وبيعها لقضيتهم و تصاعد العمل في الخارج أخذ الحراك الداخلي يتبلور في جمعيات للمتقاعدين من العسكريين والمدنيين والدبلوماسيين بالإضافة إلى جمعيات التصالح والتسامح وملتقيات مناطقية.وظهرت قضية الجنوب كمسألة سياسية باتت تفرض نفسها إعلاميا وشعبيا في الداخل والخارج."*


خرجوا يعلنون أيضاً أن الوحدة ظلم .. وأن شيوخ الشمال عجزوا عن إنصافهم بل عمدوا إلى الإتكاء على الدين ليبيعوا فتاوى للنظام تبيح قتلهم وتكفيرهم وإقصائهم ..

خرجوا يبحثون عن وطن وعن حرية وعن حياة كريمة ..

قُوبِلوا في شوارع الثائرين بالصد والقتل والرصاص .. بدبابات تدهس الثوار ورصاص من فوق البنيان .. وغازاتٍ وأبخرةٍ من صناديق معالجة الإرهاب .. بجواسيس وقناصة و( شبيحة ) يقتلون باسم الوطن .

في 2009م ( حرب المعجلة ) قصف النظام القرى بمن فيها من النساء والأطفال والشيوخ والعزَّل .. المستيقظين منهم والنائمين .. وادعى أنه يقصف مركز ( القاعدة ) ... وسلب الديمقراطية وحرية تقرير المصير لأنه أيقن أنه يواجه حقيقة ثابتة إسمها ( حق تقرير المصير ).

وطني العربي الكبير ..

بين ظهرانينا كانت ولازالت هناك أرضٌ تُنْتهك وطبيعة بكرٍ تُغتَصب .. وبالليل والنهار رجالٌ يًقتلون ويُختطفون .. وبالأسر يعذبون .. والكتاب والصحفيون يًرحلون .. ويُطاردون .. ومُنعت عنها النظرات العادلة وأُحكِمت عليها طبقات التعتيم .. واختبئ الإنصاف يتمزق قهراً ويفرُّ قسرا ... ولم تكن تلك مواسم فقد كانوا على مدى سنينٍ يُعانون .

فتك الصمت بالجدران .. حولها قطعاً من ضباب .. وضجت بها عزلتها ووحدتها .. فاستجابت عدالة السماء .. ليشعر باقي الجسد ( العربي ) بألم تلك المضغة بين ضلوعه ... ليستيقظ الغافل والمستغفل

في 2011م وفقط في هذا العام حلت موجة غضب .. انبعثت لا ندري كيف ؟ .. تجتاحنا من بلادٍ بعيدة .. تعبرنا لتنفض وجوهنا .. وتعصف أعاصيرها بسباتنا .. تلاعبت بالملامح ... اقتلعت القصور .. جعلت من الأسرى أحرار ومَن صنعوا الأسر أسرى ومعتقلون .. انهارت الإمبراطوريات .. وسقط الزعماء وجلون .. فرَّ السلاح من السلاح .. وبكت الشوارع  .. واهتزت القوانين .. فانتفض القانون يبحث عن قانون .. والنظام يصرخ في وجه النظام .. وبدى الوطن العربي كأنه يُبعثُ من جديد ... وبات الكل لايعلم .. إلى متى وكيف ولماذا ..

ءآمن الجميع أنها ( ثورة الربيـ2011ـع العربي ) غضبٌ ونظر ..

فإلى من بقي ينظرُ عدالة السماء فينا ..
ينفضون كل صباح أوراق الصحف والأخبار ويتوسلون الأمل والغد الآتي ..
هل لازلتم ترون أن الجنوب اليمني بخير ؟


برواياتي .. التي أحكيها لمذكراتي كل مساء ... أجدُ الجنوب شاكية .. باكية .. ممزقة .. بدأت كحكايتنا التي نرويها قبل أن ننام نبدأها من اقتلاع وحدة السودان مروراً بغضب وثورة في كل شبر عربيٍ وبإمبراطورياتٍ تخر وتتكسر حولها القوانين .. بعصاباتٍ تتبعثر بحثاً عن عودة الإنسان الى عصر الحجر والأوثان والنقش على الجدران .. وأصبحت البلاد بلا زعماء .. والزعماء بلا أوطان .. مهانون وأسرى .. وحتى الإعتكاف عليهم حرام .

بدأت حكايةُ الجنوب منذُ زمنٍ كانت جموعه بالشوارع تصرخ وتثور .. وحين لجاءت الى الوحدة لتلملم أشلاء عصورها فإذا بالوحدة سيفٌ يفتكُ بها ولا يرحم ..

وطني العربي الكبير من الخليج إلى المحيط .. وحتى تنتهي الرواية العربية .. ستبقى تذكرنا بالجنوب .


--------------------------

*أزمة الجنوب.. القديم الجديد في تقسيم اليمن (1-3) مركز الجزيرة العربية للدراسات والبحوث


http://alneqab.com/news2248.html

أَلَا تَعْلَمُ مَنْ أَنْتَ !!

 
فِي الْغَالِبْ
........
كُنْتُ أُغَالِبْ ..
لَمْ أَجِدُ الْكَثِيرَ يَنْتَظِرُنِي
فَقَدْ كُنْتَ أَبْتَعِدْ عَنِ الْمَسَافَات
وَاُجَدِّفُ عَمْدَاً نَحْوَ .. الْبُعْد
أَهْطِلُ فِي فَضَاءٍ بِلَا أَمَلْ
وَفَجْاَءة ..
شَعَرْتُ بِدِفْىء
ثُمَّ .. حَرَارَة
وَتَعَالَتْ بِي .. أَصْوَاتُ تَوَجُسَاتِي
كُلَّمَا لّسَعْنَيِ الْضَّوْء
.. فَقَد اِقْتَرَبْتُ مِنَ الْضَّجِيجِ
وَدَنَوْتُ مِنَ الْشَّمْسِ
لَا أَعْلَمُ مَتَى إِلَيْهَا رَحَلْتُ
لَكِنِّي أَكَادُ أَذْكُرُ ... أَنِّي عَنْكَ بَحَثْت
فـَ نُورُكَ فِي رِوَايَةِ عُمُرِي
كَالْشَّمْسِ .. كّالْضَّوْء
تَحْرِقْ ..
 لَكِنَّهَا تَجْعَلُ الْكُلُّ بَيِّنُ
بِمَنْ فِيْهِمْ ..
 إِحْسَاسِي ..
وَبُعْدُكْ
أحتاج لـ
هرولةٍ نحو الماء
لأنطفئَ خجلاً
..

حَسْبِي مِنَ الْأَمْسِ ... أَنَّهُ انْقَضَى


هَا أَنْتَ .. وَهَا أَنَا
بِلَا ظِلٍّ .. أَوْ حَرُورٍ

بِلَا جِسْرٍ أَوْ دَرْبُ عُبُورٍ
كَمَا قَدِمْنَا ... نَعُوْدُ
مِنْ عَالَمٍ مَاعَرَفَ مِنّا
سِوَى أَبْيَاتٍ

مِنْ تَرَاتِيلِ الْصَّمْتِ
كُنّا نُرَتِّلُهُا هُنَا ..

قَبْلَ أَنْ نَحْتَرِفَ الْغِيَاب
وّعَلَى أَقْدَمِنَا طِيْنٌ طَاهِرٌ مِنَ ذِكْرَيَاتْ ..
تَهْمِسُ لَوْحَةُ أَمَانِيْنَا ..

سَاخْرِةَ بِنَا
أَهَبُهَا بِعَيْنَي مُجْهَّدَةٍ ..

نَشْوَةُ إِنْتِصارٍ ..
كَمْ تَاْقِتْ لَهَا
وَأُبَارِكَ الَّلحْظَةَ هُدُؤُهَا ..
وَ أُهِمُّ بِالْرَّحِيل
أُطْفِئُ بِأَنْفَاسِيْ الْبَارِدَاتِ
لَهِيبَ شَمْعَةٍ كَادَتْ تَغْرَقُ حُزْنَاً بِيَدِي
...أُلْقِيتُ بِهَا
عَلَى كُرْسِيٍّ عَلِقَتْ بِهِ نِصْفُ ذِكْرَى ..
.. وَقٌصَاصَةٌ مِنْ حَاضِرٍ

أُوَدِّعُ .. الْكَوْنَ إِلَّاكَ
رَاْحِلَةٌ أَنَا ..

حَتَّى فُؤَادِي
سَأَحْمِلُهُ مَعِي
سَأَجُرُّهُ جَرَّاً لَوْ أَبَىْ
وَلَنْ أَعُودْ ....
........

...........

...............

...................

وَحَسْبِي مِنَ الْأَمْسِ ... أَنَّهُ انْقَضَى


ليس كل مايدور خلف أسوار اليمن إرهاب


إن القارئ للأوضاع التي ءآلت اليها اليمن يرى بوضوح انزلاقها في الآونة الأخيرة الى دهاليز عقيمة وتحولت اللغة السياسية فيها إلى لغة يصعب تقبل معانيها على أرض واقع ذلك النموذج العربي المسالم والمتشبث بعراقته على مر العصور , لكن عندما عندما يشعر الإنسان بذاته أنها مهددة بالذوبان والتلاشي في ظل تفتت القيم واهتزاز مبادئه أمامه ويكون الراعي الرسمي لتلك التشوهات وطنه الغالي يتحول الى صور ممزقة تغلي في داخله متطلباته وتعلو صيحاته ,
الشعب اليمني اليوم لم يختلف كثيراً عن الأمس من حيث استياءه من أوضاعه بل أخذ هذا الإستياء يتجه إلى منحنيات خطيرة شكلتها تفاقم حالات البطالة والغلاء الفاحش والظلم وإستمرار تدني مستويات المعيشة وانتشار الجهل والإقصاء والفساد .. ساعد على صعوبة فتح ملفات الاصلاح المسؤلين الذين يقبعون السنين الطوال على مناصبهم وعلى فسادهم رافضين تقديم تنازلات حقيقية تُحسن أي خلل أو ظلم يتعرض له الشعب , والملامح الجديدة للشارع اليمني تجعلنا أمام القول أن اليمن تتخذ من شعارات الوحدة رداءً وذريعة لتجاهل الآخر داخلها وتردد تلك الشعارات بافتخارٍ كاذب لا يختلف كثيراً عن كذب التعديلات الدستورية الموعودة التي وإن تمت فهل ستتنازل الى جميع الأطراف المستاءة في اليمن والتي ظهرت على مستوى الشارع العالمي فضلاً عن الشارع اليمني وأعطت صورة مثالية للمعاناة والظلم التي تتعرض لها من قبل السلطة , فهل يمكن أن تفي تلك التعديلات بحاجة المتضررين من الجانب الجنوبي مثلاً ؟ وهل ستقضي على شرخ الخلاف ؟ أو تنظر بعين الإصلاح إلى من كانوا شركاء في النظام فأُقصوا عن مناصبهم , ومن ذهبت حقوقهم وأراضيهم وتعرضوا للقتل أو الإيداع داخل السجون ؟
هناك جهودٌ يمنية ترددها وسائل الإعلام اليمنية فعلاً لكنها جهودٌ تصب في فوهة الكره التي صنعتها يد التجاهل للآخر فلا نستبعد أنَّا حين نطالب بالمسارعة بعملية حوار داخل اليمن سنتفاجاء بعملية حوار عسكري تثبت فيه كل الجهات أهليتها لإثبات وجودها وإخضاع الآخر للإستماع إليها , ذلك أن الحوار الوطني كان ولا يزال هو الحل الفعلي الذي على السلطة القيام بكل أدواره والوصول إلى تفاهمات تعالج جذور الأزمة التي تركبت وأصبح يصعب على السياسين داخل وخارج اليمن العودة اليه ولا أعلم لما كل هذا التأخر عن الأخذ به كحل يجب القيام به لا إقتراحه ,
ولماذا لازال السؤال الذي طرح نفسه سابقاً يلفت النظر .. لماذا يتجاهل إعلام اليمن الخوض في تفاصيل الحراك الجنوبي حتى لو من باب دراسته أو إنتقاده ؟ ولماذا يصر على أنها مجرد مناوشات فردية وإنفاصلات أقلية متمردة ليس إلَّا ؟ لكنَّا إن سلمنا بهذا الأمر فكيف تفسر لنا ذلك اليمن التواجد العسكري الضخم في الأرياف والقرى الذي تبثه عبر إعلامها .. زيادة النقاط العسكرية على طول شبكات الطرق الجنوبية ..؟
لعل السلطة تدعي بأنها مجرد مناورات تقتضيها المرحلة ... ! إذاً لماذا تم قتل مدنيين عُزَّل ( رجال ونساء وأطفال ) لاعلاقة لهم بالعمليات العسكرية , كيف وجدت حالات تنكيل بجثث القتلى والضحايا والإجهاز على الجرحى حتى داخل السجون , تعرُّض السجناء الى التعذيب والإغتيال , تدمير مرافق الحياة والخدمات ومنازل العامَّة , كيف تمتلئ السجون بمئات الجنوبيين تحت مسمى الإخلال بالإمن .. لماذا تزداد الأعداد المثقفة التي تتعرض للإعتقال والمطاردات داخل وخارج اليمن .. فهل إن كان هؤلاء الجنوبيين مجرد أقلية مشاغبة , كيف راءينا إصرار الآف الجنوبيين على إتمام فعاليات المظاهرات والمسيرات المحتجة والإضرابات العامَّة .. المطالبة بالاستقلال ؟! تحت ضغوط التواجد والترقب العسكري , بالتأكيد هناك ما يدور خلف الأسوار ,
فنجاح وصول الحراك الجنوبي إلى الشارع العالمي ؟ أكبر دليل على فشل الحوار الوطني داخل أراضي اليمن بذات مقدار الفشل الذي باءت وتبوء به السلطة حين تواجه الحراك السلمي في الجنوب بالعنف والقمع والتغطية الإعلامية بعدم الإعتراف أنها تواجه ماهو أكبر من إنفصاليين وأن حالات الفساد الدستوري والإجتماعي التي قد يعانيها أي مواطن داخل دولته يعانيها الجنوبيين ويتعاملون معها كمعاناة يومية فتحولت الحالات الى ظواهر يجب القضاء عليها عبر عمليات ضخمة من التغيير والإصلاح تبداء من الشارع ومروراً بالقائمين على المناصب إلى شفافية الإعلام الذي ينقل ويتحاور مع قضايا كافَّة الشعب وإنتهاءً بإصلاح العلاقة مع السياسيين الجنوبيين في الخارج ,
ولكنها مع الأسف قد تكون مجرد أمنيات إغتالتها تصريحات الرئيس المتكررة " أنَّ ما يحدث في الجنوب أمر " إعتيادي " وأن هناك وسائل إعلامية تؤججه وتضخمه ... !! وتقف تلك التصريحات مع كافة أنواع السلوك العسكري حائلاً أمام إنجاح أي مبادرة للسلام والحوار بين الأطراف داخل اليمن وبالتالي يتعرض المتضررين الى ضغوط تجبرهم على سلوك منحنيات العنف بعد تدمير القيم الانسانية والتجاهل السلطوي الشرس ومعاملتهم على أنهم سلالات ارهابية فتساويهم اعلامياً بالإرهاب متجاهلة أن هذه الكذبة يرفضها المنطق فالإرهاب جماعات بينما الحراك مجتمع .
أصبحت تتعمد السلطة الآن إثارة الشغب بين أبناء الجنوب .. متجاهلةً سلمية تصريحات قادتهم ! مما جعلنا نقف كثيرا امام هذا السلوك .. ومقارنته بالعجز السلطوي ضد القضاء على شوكة الحوثيين والقاعدة ..
وكأنها تتخذ من الحراكيين متنفس لها لكي تصب عليهم جم غضبها .. وهرباً من قلقها الأمني عبر عرض عضلاتها العسكرية بين الحين والآخر ضد أبنائها .
أيضاً كيف تجاهلت السلطة أن ابناء الشمال ليسوا بعيدين عن الحدث ؟!.. فهم يعرفون ما يدور حقاً , وما تعمد إثارة هذا النوع من الشغب الا حملاً فوق أحمالهم من زيادة الثقل على الكاهل الإقتصادي .. وأن ما تتبعه من سياسة مع اخوانهم في الجنوب لن يفيد إلا في تأزم الوضع أكثر مما هو عليه , اذاً أصبح من الضرورة إخماد نار الفتنة وثورة الغضب الجنوبي تلافياً لزيادة الأوضاع سواءً , وحتى لا تكون السياسة بين العقلاء شبكة من التهور وتتطور الأوضاع من السيء الى الأسواء .
فاليمن شاءت أم أبت هي في طريق الإعتراف بالحاجة للحوار وإعادة ترتيب الأمور قبل أن تواجه بنضوج شقيقها الغاضب الذي ينطق بإسمه المعروف به دولياً ويطالب بأحقية استرجاعه وأنَّ عمليات التجاهل والعنف المستخدمة من قبل السلطة لن تتوالد عنها الَّا مزيداً من ردود فعل الإصرار والمطالبة بالإستقلال .. وربما قد نتفاجاء بحدوث تطورات لم نتوقعها داخل اليمن نتيجة فشل الحوار الوطني السلمي وتحوله عاجلاً أو آجلاً الى حوار من نوع آخر .

...جَادَتْ حُرُوفُكُمْ مَطَراً..عَلَى مَنْ كَنَاحِيةٍ بِالمَرْفِئ الْعَطْشَان..ضَجتْ سُكوناً


...ءَأَعْلَقُـ وَتَرَانِيمُـ زَهْوِكُمْـ..تَطْفُو بِفُؤَادِيـ..