علاقة عكسية قوية نشاءة كميزة عربية إضافية لنا في العام 2011 وتربعت على صفحة التاريخ المعاصر بكل شوائبها وحسناتها ..
فما بين هل كشف الإعلام عن الحقيقة ووجه اليها الرأي العام اختلف التعاطي مع تلك القضية ..
وهل أصبح الإعلام صناعة ثورية أم هو من صُنع الثورة .. لكن معرفة الأمور تجعلنا نعمق في الإبحار الى الثورة الأولى في تونس فلايوجد من يُنكر أن الإحتكار الحكومي ضد الشعب وتزييف الحقائق جعلت من الشعب مكافح لأجل الإبحار نحو العالمية بالانترنت ونسفَ الحكر الحكومي الذي كان يمارس ضده فكانت المادة الإعلامية طيلة ثورة تونس هي مادة حقيقية واقعية من صناعة الشعب نفسه ثم تبعتها ثورة مصر واستطاع الشباب المصري ايضاً تخطي كل الحصار الإعلامي الذي فُرض عليه من قبل حكومته وتعلمت الشعوب الدرس واقتنع العالم الثالث أنه يستطيع ان يكون كل فرد ناقل للخبر وربما صانع له .. وتداخل الهجوم بين مؤيد ورافض أو مكذب .. لكن الصور الجماعية المرفقة بالصوت الشجي والثائر للحدث من أهل الحدث أنفسهم هي وحدها ماسلبت لب المعرفة العالمي وجعلت الجميع ينصت لتلك المصادر ويتخذ موقف شبه موحد في الثورة .
لقد نجحت بعض القوى الإعلامية حين ابتكرت وسيلة أن الشعب هو من يصنع الإعلام في زمن الحاجة للخبر فبلغت القمة ولكن تواجه الآن نقد الحيادية في نقلها ... فهل صدقت فعلا في حياديتها ؟
لقد استخدمت دور التعبئة الجماعية للحدث وضربت طاولات الحوار فجعلته خاضع تماماً لتلك التعبئة ولعل في ذلك خدمة للشعوب الثائرة ... لا نعلم , فلم نصل الى بر الأمان بعد أيها العرب .
من زاوية أخرى أكثر استقراراً كيف يمكن ان نُبقى على الإعلام المستقل نشطاً ليتنفس فيه بقايا الساخطون دون أن يعيدوا أرجحة الوضع في دولهم .. فلابد أن تنتهي هذه الثورة الى الإستقرار لكن بالتأكيد سيبقى خلفها غاضبون وربما هالكون ثقافياً ودور الدولة إذاً احكام السيطرة على الفئة التي تطيل عمر الإضطراب بيننا .
اخيراً .. لازال العالم مضطرب من حولنا والإعلام متيقظ جداً ونحن في عطش دائم أمام الخبر من كل مكان بوطننا العربي الكبير .. فياليتنا نعمد الى الحيادية وتنتهي طرقنا الإعلامية عند خط الأمان وعدم زيادة الوضع سوءاً فهل لهذا الإعلام دور في تهدئة الوضع وعودة السيطرة على الامور ؟ .. انا بحاجة لضعف الطاقة السابقة للثورة لنشر فضيلة التمسك بالمجموعة والتوحد خلف رغبة الهدوء وتنشئة الاجيال في مساحة مستقرة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً .. وباستخدام جميع مصادر الإعلام ذاتها سيتحقق المراد فقد أصبحت الفوضى كابوس مقلق لجميع الفئات في وطننا . خاطرة متهالكة .. تخشى كثيراً مما سنصل اليه بعد "الثورة"