27/12/1432هـ
حضوره قطعٌ لن تكتمل ..
وأنا هنا بجوار العمر ونافذةٍ تُطلُّ على قصصٍ وأشياء
بقايا كاتبة .. أو شاعرة ..
أو راحلةٌ بين الفواصل والسطور ..
أو قد أكونُ موطناً يبحثُ عن وطن
منذُ أكثر من سنين وأكثر من احتمالاتٍ ...
انتظرُ عواقب السخط وهتك سيادة الإجرام
لأُشهر حلمي المقتول بحدقة عينيك ..
الليلة .. كلُّ اللغات تبعثرت بالعجب وبقيتُ أتلو تراتيل الغضب
وعلى رأسي مدتُّ كلتا يدي
حولي ألسنةٌ مشحونةٌ بالكلام .. وماعادت بنا رغبةٌ في الكلام ..
هنا وهناك يحيطون بالبيوت ويملاؤن الفناءات
أغلقت علي داري وعلقتُ بالباب ..
إنِّي أحتجّْ ..
أعددتُ أكواماً من التاريخ .. وصنعتُ السنةً للكتب ..
وأصواتاً للرويات ..أشعلتُ شموعاً لا تنتهي ..
مددت أوراقاً عارية الفها بروايةٍ لا تموت ..
فالليلة تحرر قاتلٌ عتيق
سأنسكب جرحاً ممقوتاً .. كما أرادوا وألطِّخ بعضي بالألم
وأترك الباقي مهشماً يصلح ختماً .. فعليه نحتَ القاتل بصمته
سأنسكب .. لأكتب مراراً إسمك .. بكلِّ حروفك ..
بكل أفعالك ..
وأقيم مواطناً للغضب على ورقٍ يئن ويحترق
ولن أنسى الأسماء
ولن أسمح لذاكرتي أن تنسى ..
سأستبيح دمك على ورقي
قتيلةٌ مبللةٌ بالوحدة
تحت سماءٍ لا تُمطر الا أعذاراً ..
أمَّا أنت ..
فـ ارتحل حيث تهزمك الحياة ..
وانعكاسات وجوهِ العابرين ...
واستعن بخرائط الدم .. بحثاً عن نهايات
ارتحل .. وضع بين مواسم الخسة والغدر ..
مفاتيحك المعلقةُ بسنين الصمت .. احملها
واترك المذياع القديم ..
وصوتَ جنديٍ من عصرٍ وقور
يسأل المدى وولاة أمر المنحنيات ...
كيف تحرر الليلة قاتلٌ عتيق ؟!