http://up.arabseyes.com/uploads2013/22_06_13137186587444351.gif

..ـالْمَكْتَبَة ..ـالْعَرَبِيَّة

مَا أَعْظَمْ أَن تَكُونَ إِنْسَان .. وَالْأَعْظَمْ أَلَّا كُونَ مُجَرَّدَ إِنْسَان

هادي يتحاور مع الجنوب رسمياً



اليوم 21 فبراير 2013 وقد بدى المشهد على أرض الجنوب مختلفاً تلتقي فيه التضادات دون أن تُكمل أيٌّ منها غايتها ودون أن تفرح فرحاً كاملاً بانجازها أو تحزن حزناً كاملاً بخسارتها.. وفي ثنايا هذا اليوم المرتبك تميُز خطابي من الرئيس هادي للحراك الجنوبي ومحاولة إيصال رسالة لم يستطع هادي الإفصاح عنها "بضني" ربما لإدراكه أن ثقل هذا اليوم خلَّف هيجاناً شعبياً سيحد من أي تجاوب يهدف اليه.. لكنه بات مدركاً أنه يحتاج للحوار مع الجنوب ..فلماذا يحتاج هادي اليوم ان يعترف بضرورة الحوار مع الجنوب ليس بصفته الجنوبية بل بصفته الرئاسية ؟ وأن يدرك اهمية خلق التهيئة المناسبة لهذا الحوار بصفة عاجلة مفاجئاً خصومه بأهليته القيادية والسياسية والتنظيمية فإن لم يكن هذا الحوار مُرتباً له وقادت اليه الظروف فحريٌّ بأصحاب الشأن في الجنوب بِدْء التفكير في أن يُبدوا تقبّلاً للحوار مع هادي الرئيس فبكلمته اليوم مايدل على ان العمليات العسكرية التي تدار بالجنوب لم تكن تحت ارادته بل وسيلة للضغط عليه لا الضغط على الحراك.
من أهم مخرجات أحداث اليوم أن بدأت رموز السلطة الحقيقية " الفعلية " في اليمن في عمليات كشط وتغيير في الوجه السياسي الحالي لتهيئ لنفسها فرص الظهور بالمستقبل القريب والذي سيحل خلفاً لاضطرابات سياسية يمنية واسعة جعلت منشأها الإحتفال بذكرى تنصيب الرئيس هادي على اليمن.
ولم تكن الضروف الإحتفالية وحدها مساعدة لهم في وضع برامجهم بل ما ان وفاهم بن عمر بما أرادوا باشروا يُطبِقون على الجنوب واضعين عبد ربه وحده خصماً للجنوب مُحققين بذلك إضعافه في إدارة الدولة ومُجردينه من أي رغبة جماهيرية تؤيده في الجنوب فيخلقون له العزلة التي أرادوا.. والمثير لهذه النظرة هو أن الخصوم السياسيين لم يتفقوا فيما بينهم الا أمام الرغبة في إضعاف رئاسة هادي للبلاد فسبقوه الى عدن ليتقنوا حربهم المعنوية والفعلية ضده ولكونهم يعلمون بقدرته على اتخاذ القرارات السياسية المناسبة فقد سيروا خططهم لإرباك الثقة حوله.. إذاً لم يكن الجنوب مُستَهدفاً مباشراً اليوم.
وإذا ما أضفنا عوامل أخرى يجري التعامل معها بحرفية سياسية عتيقة لا يُجيدها سوى الذين اجتازوا الثورة اليمنية دون أن يلحقهم التغيير.. وفي موجزها أن العالم المسيِّس للقوانين الدولية يعلم مدى مكانة البيض وحدود تلك المكانة والقدرة على التأثير بالجنوب ولن يلاحق البيض بحسب ما ابداه التقرير فالتقرير بدا مشكوكاً في نقل تفاصيله ولاقى رفضاً شعبياً يدركه مجلس الأمن مما يستدعي دراسة أخرى على حساب برامج المبادرة الخليجية الزمنية فبدى التنوع في وسائل تشويه المبادرة الخليجية يهدف الى أنها قد لا تُكمل برامجها وأنها ستتعثر كثيراً ومطولاً مما يُضعف احترامها أمام اليمنيين وبالتالي نقضها على مهل.
إذاً..من جانب الحراك وبتقليل أهمية غالبية تلك الظروف بحكم أنهم غير معنيين بالدرجة الأولى من هذا الإضطراب الممنهج وبتجاوز المشهد الحزين الذي عاشه الجنوب اليوم هل يتجاوز الحراك تلك المكيدة إن اقتنع بأنها مكيدة حقاً ويبقى على ولائه للرئيس هادي مُستغلاً اعترافه بعدالة القضية الجنوبية ورغبته في ايجاد تسوية حقيقية لها وأولاً وأخيراً كونه لا يزال بالمنصب الذي يؤهله للإنتقال بالقضية الجنوبية الى طاولة دولية ؟ وأنه سيجدُّ خلال الأيام القادمة في رسم سياسة رد الإعتبار من الَّلا متغيرين.., فكل ماأستطيع أن أقوله بناءاً على هذه التطورات..التوقع بظهور امورٍ جديدةٍ يتبناها هادي ستوصف بأنها وقوفاً كاملاً مع القضية الجنوبية..والسؤال هنا.. بماذا سيُحاور الجنوب الرئيس هادي ,وهل سيخدم الجنوب استمرار ظهوره متعثراً بشأنه الداخلي؟.

...جَادَتْ حُرُوفُكُمْ مَطَراً..عَلَى مَنْ كَنَاحِيةٍ بِالمَرْفِئ الْعَطْشَان..ضَجتْ سُكوناً


...ءَأَعْلَقُـ وَتَرَانِيمُـ زَهْوِكُمْـ..تَطْفُو بِفُؤَادِيـ..