http://up.arabseyes.com/uploads2013/22_06_13137186587444351.gif

..ـالْمَكْتَبَة ..ـالْعَرَبِيَّة

مَا أَعْظَمْ أَن تَكُونَ إِنْسَان .. وَالْأَعْظَمْ أَلَّا كُونَ مُجَرَّدَ إِنْسَان

الصوت المكتوب

صوتٌ مكتوب ..... ليس هرباً من إزعاج صداه في الساحات .. لكنه مدخلٌ لمخارج الأحاسيس على طريقٍ هادىء من السطور والعبارات , وزخاتُ قلمٍ تبقى على الدهر .. تنزف وتعزف .. لتبلغ أقصى الحدود إلى أعماقنا ,

فحين تصعب لغتي عن القوم يترجم قلمي بيننا الأفكار ويسقينا بسلسبيل الكلمات ,

وحين تكثر اللهجات على لساني لأن أمامي مايثير شتات مشاعري وأرى احتراق الإنسانية تحت وابل الظلم والتجاهل وتلاشي أسمى معانيها تحت سيطرة الأنانية وغياب روح المحبة .. يطبق الصمت شفاهي وتمنع فواجع الزمن عن صوتي الهمس فيصرخ قلمي أمام كل العيون
,
وحين تشقيني ذاكرتي ولا أشفى منها وأبقى دهراً طريحة فراش الحزن .. يتبنى قلمي وصف حالتي ليأخذ بيدي الى درب النجاة ,
وحين أبحث عما وراء الإستفهام .. ويمتلكني الخوف مما سيكون .. أكتفي أن اصل اليه بقلمي ,
وحين يبوح الخيال بما يشتهيه من افتراش الفرح فوق مروج زهر الياسمين وسط الفصول الأربعة ... والسير على ضفاف الأنهار الدافئة ومناطق التلال الخضراء .. فأقطف بيدي زيزفونة الوادي .. وأمتطي فرس الأساطير البيضاء .. وأرقب ساقية الماء تحت أسراب الحمام تدور .. وأغتسل في جدول غابات الحور .. بقلمي فقط أكون هناك حين أكون هنا ,

هو صوتي المكتوب .. صوتٌ أحمله ويحملني إلى غدٍ آخر أكون فيه أكثر قبولاً لما سأراه .. وأكثر صبراً عما سأفتقده ..

وسيظل صوتي .. همسي .. لحني .. مكتوباً ما بقيت في الروح روح .. ومابقي القلم إحساسي الناطق ...

صادفت الفجر قرب نافذتي

أنهكتني روايةٌ بداءتها بالأمس ..
وأوشك أن أُكمِل في حضن شمعتي ..
غزل خيوطها ..
فابتعدت عنها قليلاً .. هرباً من صهيل الأفكار فوق روايتي ..
لكنِّي أعود فأنحني فوق زحمة الأوراق .. أرتب بعض الكلمات ..
وأثناء هذا المزيج من التفكير والترتيب
تسلل أليَّ زائر لم أتوقع مجيئه
.. ليس إلَّا سرحاناً بي عنه
زائر الشوق إلى الغد ..
فحملت كوب قهوتي الدافئة ...
وتركت خلفي الأوراق مبعثرة
وخطوت خطواتٍ .. تشبه خطواتنا الى الغد
بريئةٌ حدَّ الهدوء .. وبها خجل
يملاؤها الجدُّ وشيءٌ من عجل
وفتحت نافذة الفجر ..
..
يبدو قريبا ..
واتكاءتُ .. أستنشق نسيمه ..

وما أن راءاني حتى مارس جنونه على خصلات شعري ..
وقنينة عطر الفجر من كل أفقٍ تنسكب
من نافذتي راءيت عجباً .. عذْبا
راءيت الوجع في مدينة الجراح يسيل في الطرقات
وحكايات بطولات الأمس تتوارى في الصفحات
وأنانية البشر تهاوت ..

وثرثارت الأمس اختفت .. وكلُّ صخبه استكن ..
الشوارع صامتة .. والأرصفة غدت شرائط غلفها الندى
تتكسَّر فوقها الظلال
والمباني تجمدت نوما ...

واحتضن البشر السكون
وموسيقى الحزن ترحل عبر كثبان الظلام ..
الى نور القمر الراحل
فماذا فعل بنا الأمس ..
أقمنا عليه مئاتم أحلامنا ..
كفنَّا الأمس بألوان الغضب .. والقى بنا في مقابر الحزن
نغرق مصبات الذهول بالدموع
نصيح من هشاشة أحلامنا .. ربما لأنها تصعب علينا أحياناً
منَّا من له حلم وطن .. أو حلم عمل ..
أو حلم نجاح .. أو حلم بطفلِ صغير ..
أو عودت حبيب .. أو قرب خلٍ وفيٍّ أديب ..
أراها الآن أمامي في الطرقات ..
سيولٌ من أحلام البشر .. أحزانهم .. أمالهم
في قبضتي حفنةٌ من ألم ممزوجةٌ بأمل ..
ألقيتها كما البشر .. في موج الليل ..
السائر نحو الفجر ..
ولازال لعطر الفجر بوحٌ يأسرني
صفحاً عن كل أحزاني يغمرني
أُقبِّل روحي .. فارحةً بها ..
صدقاً تستحق أروحنا منَّا تلك القبل
والدعاء ينساب من شفتي
شكراً للخالق .. أهدانا روحاً تتجدد
وأهدانا الفجر ..
لنخلع عباءة الهموم عند أبوابه .. ونعدَّ الآمال
.. قرباناً ليومٍ جديد
نشتاق فيه لضحكاتٍ تسعدنا ..
لـ كلماتٍ تدفعنا

نسير معاً .. كلُّ البشرية
في تناغمٍ من الجدِّ فريد
تنتشي الدنيا طرباٌ معنا بقدوم كلِّ جديد
بطفلٍ .. أو عودة بعيد
وعلى ذراع الأوطان نبني مراكب أحلامنا
نَشِيدُ للايام لحناً من بناء
واحتفالاتٍ من نجاح
نستبشر بجميل الأقدار
ولازال لكل فجرٍ أمل ..
فلن نسمح للسعادة أن ترتحل
ولن نستعذب طعم الآلام
ولن نناصر مباديء الأحزان

هاأنا أرى خيوط النور تسري بنهر الضياء
ويوشك الفجر أن يسدل ستائره خلف يومٍ جديد
تسابق دعواتي رجاءاتي ..
فأسبح الرب المعبود ..
أرجوه أن يهب لكلِّ انسان فرحته ..
ويعطيه من أجمل المنى .. غايته
وأن تكبر أحضان الأوطان ..
فلا يبقى بعيدٌ ولا مغترب
اتمتم مع روحي لآخر خيطٍ من خيوط الفجر ..
دمت بحبٍّ أيُّها الوجود

ولا أجيد سوى نية الرحيل


ريِاَحُ الْلَّيْلِ فِيْ سُكُوْن ..
فِيْ مَلَاِهِيْ الْأَشْبَاْحِ أُمْسِي هَاْئِمَا
فَالْنُّوْرُ تَلَاْشَى فِيْ ظُلْمَةِ الْأَحْزَانِ
وَمَلَاْحِمِي فِيْ الْكَوْنِ تَبْحَثُ دَاْئِمَا

عَنْ ذَاْتِيْ الْمُخَزَّنَةِ فِيْ لَوْحِ الْضَّيَاْع
مَدَىْ الْحَيَاةِ حَوْلِيْ فِيْ إِنْكِمَاْشْ
وَالْدَّرْبُ بَيْنَ شَاْئِكٍ وَصَعْب الْمِرَاْس
عَلَىْ ضِفَاْفِ الْتَّيْهِ أُبْحِرُ تَاْئِهَاً
مُتَسَرْبُلَاً بِكَّلِّ آهَاِت الْحَنِيْن
واَلشَّوْقُ .. مَاْعَاْدَ شَوْقَاً لِلْحَيَاْة
فِيَ فَجْوَةِ الْأَلَاْمِ أَغْرِسُ مَسْكَنِي
كُلُّ الْإِبْتِسَاْمَاْتِ تَخْتَفِيْ فِيْ وِحْدَتِي
وسِهَاْمُ الْصَّمْتِ تَفْتِكُ كُلَّ صَوْتٍ لِلْأَنِيْن
حَتَّى أَمْسَىْ صَوْتِيْ غَصَّةُ طِفْلٍ حَزِيْن
وتَئآَكَلُتْ كُلُّ مَلَاْمِحِي مِنِّيْ
وَتَلَاْشَىْ عُنْوَاْنِي .. عَلَىْ كَفِّيْ
فَذَاْبَتْ أَمَامْيِ كُلُّ الْذِّكْرَيَاْتِ ..
وَالْعَيْنُ كَمْ تَأْسِرُ مَوْجَاً لِلْدُّمُوعِ

وَبَقِيتُ دَهْرَاً أَنْتَظِرْ ..
لَاْ أَعْلَمُ مَاْذَاْ أَنْتَظِرْ

فَالْحُزْنُ يَقْتُلُنِيْ ..
وَلَاْ أُجِيْدُ سِوَى نِيَّةِ الْرَّحِيْل

http://crhat.com/vb/showthread.php?p=12531
اتحاد الادباء والمفكرين العرب

...جَادَتْ حُرُوفُكُمْ مَطَراً..عَلَى مَنْ كَنَاحِيةٍ بِالمَرْفِئ الْعَطْشَان..ضَجتْ سُكوناً


...ءَأَعْلَقُـ وَتَرَانِيمُـ زَهْوِكُمْـ..تَطْفُو بِفُؤَادِيـ..